ابسم الله الرحمن الرحيم
لتعصب عادة سيئه منتشره بين بعض جماهير الكرة المصرية وخاصتاًَ ببين جمهير الأهلى والزمالك و جماهير الأهلى والأسماعيلى
فعندما ينتقل اللاعب من فريق الأسماعيلى مثلاًَ الى الناي الأهلى تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد أنتقال لاعب من نادي لنادي مصري آخر وهذا بسبب التعصب وهذا حدث عدة مرات مع محمد بركات وعماد النحاس وأسلام الشاطر وأحمد فتحى عندما أنتقلوا من الأسماعيلى الى الأهلى
أما أنتقال معتز أينو وطارق السعيد ورضا عبد العال (على سبيل المثال) من الزمالك الى الأهلى أنقلب بعض الجماهير الزملكاوية إن لم تكن كلها على طارق السعيد ومعتز إينو حديثاًَ ورضا عبد العال قديماًَ لمجرد أنتقالهم للأهلى
كذلك الحال أنقلب بعض جماهير الأهلى على جمال عبد الحميد قديماًَ وحسام وأبراهيم حسن وأبراهيم سعيد لأنتقالهم الى الزمالك من عدة أعوام
لذلك قضية التعصب هى قضية أزلية تتسلمها الأجيال من جيل الى جيل ونبحث لها عن حل
أسباب التعصب
* حب الجمهور الجارف وبحماس لناديه فيتعصب للنادي لأقصى درجه لمجرد أثبات حبه للنادي أما نفسه وأمام الأخرين.
* أستفزاز لاعب معين لجمهور النادي الأخر فيترتب عليه أضهاده فى كل مبارة يلعبها أما هذا الجمهور.
* أنتقال لاعب الى المنافس اللدود وبالتالى يترتب عليه كره هذا الاعب من قبل جماهير الفريق الذي كان موجود به.
* عدم الوعى الكامل بأصول التشجيع من بعض الجماهير.
حكم التعصب فى الأسلام
للدكتور محمد المختار المهدي ـ رئيس الجمعية الشرعية
*السؤال: يندفع كثير من الشباب فى حبه لمشاهدة مباريات الكرة ويتعصب لفريق معين، وقد يدعوه تعصبه هذا لخصام أصدقائه المتعصبين لفريق آخـر فما سبب ذلك وما علاجه؟
**يجيب عن هذا لسؤال فضيلة الدكتور محمد المختار المهدي، عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة:
يحث الإسلام على اللياقة البدنية وعلى القوة الجسمية وسيلة لهدف كبير هو استخدامها فى الدفاع عن الإسلام ضد أعدائه المتربصين، وقد أشار القرآن الكريم لميزة " طالوت" حين عينه الله ملكًا على بنى إسرائيل (اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) "سورة البقرة آية رقم 247".
فبسطة العلم فى فن القيادة وإتقان الحيل، وبسطة الجسم فى التحمل لمشقات الحروب، ولهذا وصى الإسلام بالرياضة الهادفة كالسباحة والرماية وركوب الخيل، على أن تسديد الهدف هو القوة لما ورد عن رسـول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: "ألا إن القوة الرمى".
وحين وصى الإسلام بذلك لم يجعلها فرجة أو مشاهدة ولكنه طلبها ممارسة وأداءً، وإذا كانت الكرة قد صارت الآن أشهر أنواع الرياضة فإن الإسلام لا يمنع من ممارستها بهدف تقوية الجسم ودقة التصويب للهدف.. لكن بشرط التزام الأدب الإسلامي فى الممارسة، وقبول نتيجة المباراة بالنصر أو الهزيمة.
يدلل على ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حين مر عليه صبية يتسابقون فى الرمى فقال: "إرموا بنى إسماعيل، فإن أباكم كان راميًا، ارموا وأنا مع بنى فلان" فأحجم الطرف الأخير عن اللعب حياء وإجلالاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: "ارموا وأنا معكم كلكم".
أما أن اكتفى من الرياضة بمشاهدتها وأنا قادر على ممارستها، فذلك ضرب من الكسل والعبث، وأما أن يصاحب هذه المشاهدة تعصب وحركات هستيرية بحجة التشجيع، فهذا غير لائق بكرامـة الإنسان المعتز بوقاره وعقله، وأما أن يخاصم أصدقاءه وزملاءه حين يبدون رأيهم فى مهارة فريق لا يحبه، فذلك تقطيع لأواصر الصلات فى المجتمع .
وأغلب الظن أن هذه المظاهر المؤلمة ما نتجت إلا عن شعور الشباب بالفراغ والضياع حين وجدوا أنفسهم غير مرتبطين بهدف يعملون من أجله، ولو ارتبط الشاب فعلاً بدينه وعقيدته لوجد الواجبات أكثر من الأوقات؛ وعلاج ذلك الانتقال من المشاهدة إلى الممارسة والإحساس بالهدف والمسئولية.
*نقلا عن موقع الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية
كيف أبرأ من التعصب لكرة القدم ؟
أحب كرة القدم حبا شديدا. ولكن أود أن أسأل حضرتك عن التعصب الذي نجده بين مشجعي الأندية، فهناك مشاحنات كثيرة تحدث بسبب كرة القدم. فكيف يكون المسلم منتميا لشيء ويحبه ولا يفرط في التحيز له وإثارة الضغائن بسببه؟
الرد: يقول لدكتور أحمد ربيع :
أخي المحب لنفع الروح والجسد:
إن كل تعصب لوطن ما أو قضية ما أو عائلة ما أو كل شيء مما يتفاخر به الناس، ذلك من أمر الجاهلية؛ الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت قدمه في حجة الوداع.
والرياضة شيء مهم يحث عليها الإسلام؛ فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والقوة والضعف في كل مجال من المجالات؛ والذي يؤسف له في كرة القدم على وجه الخصوص أن الممارسين للعبة بضعة وعشرون فردا. هؤلاء هم الذين يمارسون الرياضة يصولون ويجولون في الملعب وآلاف مؤلفة تنظر إليهم في "الإستاد" وملايين قابعة أمام التليفزيون تشاهد؛ فأي ممارسة رياضية للملايين وللآلاف.
حقا من حق كل إنسان أن يعجب بشيء ما بشرط ألا يزيد عن حده؛ فكل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده. وأكثر المتعصبين مغالين؛ ليس في الدين فحسب؛ ولكن أيضا في المعارف الثقافية.
ونقول لمحب كرة القدم: مارس اللعبة بنفسك هذا أهم وأفضل من مشاهدتها، وإذا شاهدتها وأنت معجب بها فإياك أن تضيع عليك وقت الصلاة، ولا تكن متعصبا فالتعصب للفكرة وللرأي وللناس أمر غير محمود.
ويضيف الأستاذ مسعود صبري :
الأخ الفاضل:
أشكرك على هذه الروح الرياضية، كما يقول أهل الرياضة. وحين نوصف الواقع في المشجعين لكرة القدم خاصة؛ نجد ظاهرة التطرف واضحة. وهذه ظاهرة سلوكية اجتماعية لها امتداد كبير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
فالتطرف قد يكون في العاطفة، وقد يكون في السلوكِ، ونحن بحاجة إلى ثقافة الوسطية التي جاء بها الإسلام، ودعا إليها، قال تعالى:{وكذلك جعلناكم أمة وسطا}. وفي الأثر: (أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما، وأبغض بغيضك هونا، عسى أن يكون حبيبك يوما ما). والإسلام دين الاعتدال أيضا، وهو يدعونا إلى الاعتدال في كل شيء، في الطعام والشراب، وافي السلوك، والعاطفة.
وفي تشجيع الرياضة نجد أصولا شرعية. فهذه السيدة عائشة، أم المؤمنين، تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن تشاهد الأحباش وهم يلعبون؛ والنبي يسمح لها بل ويرفعها فوق كتفه لتتمكن من المشاهدة بيسر، ويضل هكذا يتحملها حتى تستمتع وتحصل على كفايتها.
بل كان الناس يشاهدون بعض المسابقات الرياضية المشروعة كالخيل والرمي بالسهام وغيرهما. غير أن ضابط الأخلاق الذي ربى الإسلام الناس عليه؛ جعل سلوكهم معتدلا في كل شيء. ولهذا فإن منظومة الأخلاق في الإسلام قائمة على الاعتدال، ونلحظ هذا في القرآن الكريم: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}، وغير ذلك من الآيات والأحاديث.
ولكي يصل الإنسان إلى الاعتدال في التشجيع والمشاهدة، فإن عليه أن يراعي عددا من الأمور منها :
أن يدرك أن الهدف من المشاهدة؛ هو مجرد التسلية والترويح عن النفس، وأن التعصب في التشجيع يسوق إلى الحرام؛ من السب والشتم وغير ذلك؛ مما هو منهي عنه.
أن التعصب لمشاهدة مثل هذه الألعاب يشغل المسلم عن أداء أشياء أكثر إفادة على المستوى الفردي والجماعي، كما أنه يعود بالضرر على نفسية الإنسان، مما يولد تعصبا ليس في التشجيع فحسب. ولكن في كثير من الممارسة اليومية في الحياة.
أن يعود نفسه على ألا يكون أسيرا لشهوة، فيمكنه أن يتخلي عن المشاهدة في بعض الأحيان؛ وأن يعلم أن فوز فرق ما لا يترتب عليه كسب للإنسان؛ إنما هي حالة النشوة اللحظية، فلا نجعلها سببا في تقطيع الأوصال والروابط مع الناس.
أن يعيد الإنسان ترتيب أولوياته، وأن يمارس بعض المشاهدات المباحة الأخرى؛ حتى لا يكون التشجيع الرياضي وحده هو الشغل الشاغل. وأن يسعى للممارسة العملية للرياضة؛ فذلك أفضل لجسمه من التركيز على المشاهدة فقط، وأن يسأل الله أن يعينه حتى يكون أسيرا لنفسه وهواه.